ما هي سور جزء عم

تعريف بجزء عمَّ

يعتبر جزء عمَّ الجزء الثلاثين في القرآن الكريم، وهو يحتوي على عدد كبير من السور يصل إلى سبع وثلاثين سورة كريمة من سور القرآن، كلُّها مكية عدا ثلاثة فقط، حيث تمتاز سور هذا الجزء بالقصر، وبتناولها أمور العقيدة والهداية.

جزء عمَّ غالباً هو الجزء الذي يتعرّف الإنسان من خلاله على القرآن الكريم في سنوات عمره الأولى، وقد سُمِّي بهذا الاسم كون الآية الأولى من آياته الكريمة تبدأ بكلمة عمَّ، وهي أيضاً الكلمة الأولى في سورة النبأ التي تعتبر أولى سور هذا الجزء الشريف، في حين أنّ آخر كلمة من كلماته، ومن كلمات القرآن كله هي كلمة الناس، الواقعة في سورة الناس آخر سور الجزء، والقرآن أيضاً. وفيما يلي بعض المعلومات عن سور جزء عمَّ.

سور جزء عمَّ وموضوعاتها

يبلغ عدد سور جزء عمَّ سبعاً وثلاثين سورة كريمة هي على الترتيب: النبأ، والنازعات، وعبس، والتكوير، والانفطار، والمطففين، والانشقاق، والبروج، والطارق، والأعلى، والغاشية، والفجر، والبلد، والشمس، والليل، والضحى، والشرح، والتين، والعلق، والقدر، والبيّنة، والزلزلة، والعاديات، والقارعة، والتكاثر، والعصر، والهُمَزَة، والفيل، وقريش، والماعون، والكوثر، والكافرون، والنصر، والمسد، والإخلاص، والفلق، والناس. وكل هذه السور مكية عدا: البينة، والزلزلة، والنصر.

تتمحور سور جزء عمَّ حول مواضيع التوحيد، والمواضيع والعقدية، وآيات الله تعالى التي لا يمكن إحصاؤها، وحول الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة، والمنطق، ومجادلة الآخرين بالبيّنة، والدليل القاطعين. إلى جانب ذلك، فقد كان لها دور كبير في تثبيت فؤاد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن كان معه من المؤمنين خلال الفترة المكيّة، التي عانوا فيها أشدَّ صنوف العذاب، وأكثره إيذاءً، ولا تزال تعمل العمل ذاته بالنسبة لدعاة الحقّ المضطهدين في كلّ مكان؛ ذلك أنّ هذه السور أكّدت على أنّ طريق الدعوة صعب، وهو الطريق الذي سار عليه الأنبياء، والصالحون ممّن ورد ذكرهم، وذكر بعض أخبارهم في هذه السور.

يمكن القول أنذ في جزء عمَّ دعوة قرآنية أخيرة لقرَّائه، ولمن تعمقوا فيه، كلٌّ حسب حالته الإيمانية، والعقلية، والروحية؛ ففي هذا الجزء العظيم دعوة لغير المسلم الباحث عن الله، وعن الفكرة الإنسانيّة الرحيمة التي توصله إلى بر الأمان حتى يعيد النظر في الديانة الخاتمة بموضوعية، وعقلانية، وفيه تثبيت لأفئدة المظلومين في كل مكان، وتبشيرهم بما ستؤول إليه أحوالهم في نهاية الرحلة، وفيه أيضاً تهديد للظالمين الذين لم يحفظوا حقَّ الأخوة الإنسانية، واستغلوا ما آتاهم الله تعالى إياه من قوة، ومنعة، وسلطة لبسط هيمنتهم على الآخرين، والاستقواء عليهم.